القضاء على الفواحش وانحسارها
بين مجتمع المسلمين
عندما
يكون للمسجد مكانته في المجتمع الإسلامي ، لا يتخلف المسلمون عن حضور صلاة الجماعة
، وبذا يتمكن الإيمان من قلوبهم فيحبون الإيمان ويحبون الله ورسوله ، والعمل
الصالح ، ويكرهون الكفر والفسوق والعصيان ، وتنهاهم صلاتهم عن الفحشاء والمنكر
والبغي فلا يأتون إلا ما أراده الله منهم شرعا ، وكل من أراد منهم غير ما أراد
الله ، أو أراد أن يغشى غير ما أراد الله أوقفوه عند حده وأطروه على الحق أطرًا .
قال تعالى : اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ
الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ
وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ومن صفات المؤمنين إقامة الصلاة ،
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، كما قال تعالى : وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ
يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ
الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ .
ومن صفات المؤمنين المصلين أنهم لا
يحبون أن تشيع الفاحشة ويعم المنكر ، قال تعالى : إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ
آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ
وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ .
قال القرطبي - رحمه الله- قوله تعالى
: إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ
يريد أن الصلوات الخمس هي تكفر ما
بينها من الذنوب ، كما قال عليه الصلاة والسلام : أرأيتم لو أن نهرا
بباب أحدكم ، يغتسل فيه كل يوم خمس مرات ، هل بقى من درنه شيئًا قالوا : لا يبقى
من درنه شيء ، قال : فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا .
ثم أخبر بأن الصلاة تنهى
صاحبها وممتثلها عن الفحشاء والمنكر ، وذلك لما فيها من تلاوة القران المشتمل على
الموعظة ، والصلاة تشغل كل بدن المصلي ، فإذا دخل المصلي في محرابه وخشع وأخبت
لربه ، وذكر أنه واقف بين يديه ، وأنه مطلع عليه ويراه ، صلحت لذلك نفسه وتذللت ،
وخامرها ارتقاب الله تعالى وظهرت على جوارحه هيبتها ، ولم يكد يفتر عن ذلك ، حتى
تظلله صلاة أخرى يرجع بها إلى أفضل حالة .
0 التعليقات:
إرسال تعليق
شارك برأيك