أوباما والعالم الإسلامي (ملف)
|
أوباما والمسلمون: علاقات جديدة |
ما أكثر اليوم اختلافا عن البارحة.. من نقيض إلى نقيض.. من إدارة أمريكية "بوشوية" أشهرت سيف العداء للإسلام والمسلمين، إلى إدارة جديدة "أوبامية" تستجدي تعاطف المسلمين وتسعى لتثبيت سياسات جديدة في التعامل مع العالم الإسلامي.
هذا بذاته ليس مجرد تحول أيديولوجي أو فكري، بقدر ما هو تحول فرضته طبيعة السياسات العالمية اليوم، وفي القلب منها أزمات أمريكا على اختلافاتها، كما فرضته الشخصية "الظاهرة" الكاريزمية لـ"باراك أوباما" الرئيس الأمريكي الذي ورث إرثا أثقل من أن يوصف أو من أن تتم معالجة تداعياته بالسرعة التي يرجوها البعض.
وبين سياساته الجديدة وشخصيته المتفردة وسعيه لإعادة أمريكا لموقعها العالمي الرائد عبر إستراتيجيات ناعمة، وبين محفزات قليلة ومعوقات أكبر تقف أمام تطبيق سياسات أوباما التي لا تزال في طور التشكل؛ تبوأ العالم الإسلامي موقع الصدارة بامتياز على أجندة إدارة أوباما، لأنه كان نفس الجزء من العالم الذي تم تجريب سياسة الحروب الاستباقية والحرب على "الإرهاب" على أراضيه، وهو ذات العالم الذي لن تحل مشكلات أمريكا الراهنة بدون اعتماد متبادل إيجابي جديد يطبع علاقات الطرفين.
وفي القلب من ذلك تعددت خطابات أوباما وإشاراته إلى العالم الإسلامي منذ تعهده بإلقاء خطاب للمسلمين في أول مائة يوم من حكمه، وها هو أوباما رويدا رويدا يبني إستراتيجيته تجاه العالم الإسلامي ليصل إلى مرحلة توجيه الخطاب مباشرة من القاهرة يوم 4 يونيو الجاري، لكن المحصلة واقعيا لن يحكم عليها بالأقوال وإنما بالأفعال كما أكد أوباما ذاته من قبل.
في هذا الإطار يثير هذا الملف إشكالية العلاقة بين أمريكا والعالم الإسلامي، وموقف إدارة أوباما من قضايا المشرق الإسلامي ومنطقة الشرق الأوسط، ويطرح تساؤلات حول مغزى سياسات أوباما الجديدة؛ وهل هي مجرد نوع من تبدل الأساليب دون تبدل الأهداف، وكيف يستقبل المسلمون على اختلاف مشاربهم السياسية والفكرية إشارات أوباما، وإلى أي مدى يمكن أن يصدق أوباما في تعهداته ويطبق سياسات عالمية عادلة رغم ما هو معروف من معوقات كبرى تصعب هذه المسألة، وكيف للمسلمين أن يحسنوا من موقعهم ويحصدون ثمر تغير سياسات واشنطن في عالم يبدو اليوم أقرب إلى تعدد الأقطاب.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
شارك برأيك