أوباما: أمريكا قدوة للعالم الإسلامي
|
أوباما يرى في مبارك حليف قوي لبلاده في المنطقة |
قالالرئيس الأمريكي باراك أوباما في مقابلة نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية(بي بي سي) اليوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تفرض قيمهاعلى الدول الأخرى، لكنها يمكن أن تكون "قدوة للعالم الإسلامي فيالديمقراطية".
ورأى أوباما أن الرئيسالمصري حسني مبارك "حليف قوي للولايات المتحدة ولديه سلام دائم معإسرائيل، وهو أمر صعب للغاية"، مشددا على أنه سيتعامل مع مبارك في هذاالإطار بعيدا عما أسماه "إطلاق التوصيفات على الأشخاص"، في إشارة ضمنيةإلى الانتقادات الموجهة إلى النظام المصري في سجل حقوق الإنسان.
وتأتي تلك المقابلة عشيةجولة شرق أوسطية للرئيس الأمريكي يستهلها غدا الأربعاء بزيارة السعودية،ثم مصر يوم الخميس؛ ليوجه خطابه المنتظر إلى العالم الإسلامي، بينما رأىروبرت فيسك الكاتب البريطاني الشهير أن خطاب أوباما "لن يأتي بجديد، ولنيغير شيئا"، مشيرا إلى أن العرب والعالم الإسلامي يريدون أن يسمعوا منأوباما إعلانه سحب القوات الأمريكية من البلدان الإسلامية.
وفي مقابلته مع "بي بي سي"قال أوباما إن: "الشيء الأكثر أهمية الذي يمكن أن نقوم به هو أن نتصرفكقدوة حسنة"، مضيفا أنه يأمل أن تكون زيارته للسعودية ومصر بداية لعلاقةجديدة بين أمريكا والعالم الإسلامي.
"مبادئ عالمية"
وفي السياق ذاته شدد أوباماعلى أن "الديمقراطية، وسيادة القانون، وحرية التعبير، والحرية الدينية،ليست مجرد مبادئ للغرب يجب أن ترفع عن هذه الدول.. أعتقد أنها مبادئعالمية يمكنها أن تعتنقها وتؤكدها في إطار هويتها الوطنية".
ومضى يقول إن هناك"بالتأكيد" قضايا تتعلق بحقوق الإنسان في بعض بلدان الشرق الأوسط ينبغيمعالجتها، لكن ثمة معتقدات عالمية يمكنهم تطبيقها وإقرارها كجزء من هويتهم.
غير أن أوباما أوضح قائلا:"أعتقد أن الخطورة عندما يساور الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى الاعتقادبأنها قادرة على فرض هذه القيم على دولة أخرى لها تاريخ مختلف وثقافةمختلفة".
وأضاف أن بلاده يمكنها هنا التشجيع، "وأهم ما يمكننا القيام به هو أن نكون نموذجا يقتدى به في العالم الإسلامي".
وعلى صعيد القضيةالفلسطينية، قال أوباما إن بلاده يمكنها أن تساعد "في عودة محادثات السلامإلى مسارها الطبيعي بين إسرائيل والفلسطينيين".
وشدد على أن الأمر "لايقتصر فقط على مطلب الشعب الفلسطيني بشأن إقامة الدولة الفلسطينية، ولكنالشعب الإسرائيلي من مصلحته تهدئة واستقرار الأوضاع هناك".
وفيما يتعلق بالرفضالإسرائيلي للطلب الأمريكي بتجميد الأعمال الاستيطانية في الضفة الغربيةحث أوباما كل الأطراف المعنية على الصبر، قائلا: "إن العملية الدبلوماسيةمسألة تحتاج إلى جهد ووقت، وليس بالضرورة أن تسفر عن نتائج سريعة".
وتجاهل رئيس الوزراءالإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعوات أوباما لوقف الأنشطة الاستيطانية، وجددأمس الإثنين رفض تجميد الأعمال الاستيطانية، واصفا تجميدها "بالعمل غيرالمنطقي".
إيران
أما بالنسبة للملف الإيرانيوما تردد عن أن إسرائيل تضغط على إدارته للتعامل بفاعلية مع تلك المشكلة،قال أوباما إنه: "ليس بحاجة إلى أن تقنعه إسرائيل بخطورة البرنامج النوويالإيراني".
وأعرب عن أمله في حدوث تقدم في الملف النووي الإيراني مع نهاية العام الجاري "عبر الدبلوماسية المباشرة".
وفي سياق منفصل، قال أوباماإن إغلاق معتقل جوانتانامو كان قرارا صعبا ومهما؛ "لأن جزءا مما نريدتأكيده للعالم هو أنها قيم مهمة حتى عندما يكون الأمر صعبا، وخصوصا عندمايكون صعبا وليس سهلا".
ويواجه الرئيس أوباما معارضة داخلية بسبب قراره إغلاق معتقل جوانتانامو.
وتعد هذه المقابلة الأولىالتي يجريها أوباما مع وسائل الإعلام البريطانية، وتقول "بي بي سي" إنالرئيس الأمريكي يسعى من وراء ذلك إلى أن تبلغ رسالته أكبر عدد ممكن عبرالعالم، لكنه امتنع عن الاعتذار عن سياسة سلفه جورج بوش في المنطقة.
وردا على سؤال بشأن لقائهالمنتظر مع الرئيس المصري حسني مبارك قال أوباما: "لا أميل إلى إطلاقالتوصيفات على الأشخاص، أنا لم ألتق مبارك، فقط تحدثت إليه عبر الهاتف،وهو حليف قوي للولايات المتحدة على كثير من الجبهات.. لديه سلام دائم معإسرائيل، وهو أمر صعب للغاية في هذه المنطقة؛ لذا أعتقد أنه قوة استقراروخير في المنطقة"، على حد تعبيره.
ورغم النغمة التصالحية التييتحدث بها أوباما مع العالم الإسلامي، فقد قلل الكاتب البريطاني روبرتفيسك، الخبير في شئون الشرق الأوسط، من شأن خطاب أوباما المنتظر.
"لن يغير شيئا"
وكتب مقالا مطولا نشرته صحيفة "ذا إندبندنت" اليوم الثلاثاء تحت عنوان "معظم العرب يعرفون أن خطاب أوباما لن يغير شيئا يُذكر".
وشدد فيسك على أن خطابأوباما يذكرنا "بنفس النغمة القديمة التي ميزت إدارة الرئيس السابق جورجبوش، والتي مفادها أن إدارته ليست ضد العالم الإسلامي".
وأضاف: "خطاب أوباما سيتضمنالدعوة إلى نشر الديمقراطية، لكن بدرجة معينة وتشجيع المعتدلين العرب،والانفتاح عليهم وعلى أصدقائهم، وإبداء الأسف على غزو العراق وإظهار الأسىعلى غزو أفغانستان لكن بدرجة معينة".
وتابع فيسك إن خطاب أوبامايأمل أن يتفهم العرب والمسلمون سبب عزم الإدارة الأمريكية "زيادة عددقواتها" في ولاية هلمند في أفغانستان، مشيرا إلى أن أوباما سيقر بأنالولايات المتحدة ارتكبت أخطاء.
وسئل أوباما أمس الإثنينعما إذا كان الصراع الذي تخوضه الولايات المتحدة في أفغانستان سيضعف جهودهللتعامل مع العالم الإسلامي، فقال الرئيس الأمريكي إن الولايات المتحدةليست لديها أطماع في أرض أفغانستان، لكنها فقط تريد أن تمنع القاعدة من شنهجوم آخر على غرار هجوم 11 سبتمبر عام 2001 .
وقال أوباما للإذاعةالوطنية الأمريكية "ما نريده هو ببساطة ألا يبقى في أفغانستان أناس يخططونلضرب الولايات المتحدة، هذا هدف متواضع للغاية يجب أن تتفهمه دول إسلاميةأخرى"، على حد تعبيره.
وفي السياق ذاته قال فيسكإنه "لم يلتق عربيا في مصر أو لبنان يعتقد حقيقة أن خطاب (الانفتاح) فيالقاهرة يمكن أن يكون له تأثير كبير، لقد شاهدوا أوباما وهو يأمر نتنياهوبعدم بناء مستوطنات جديدة وتبني حل الدولتين، لكن نتنياهو أعلن بازدراء فينفس اليوم الذي توجه فيه محمود عباس إلى زيارة البيت الأبيض أن المشروعالاستيطاني لإسرائيل في الضفة الغربية سيتواصل دون أي عائق".
وفيما يتعلق بمصداقية خطابأوباما لفت الكاتب البريطاني إلى أن أوباما "اختار مصر التي يحكمها حاكمكبير في السن (في إشارة إلى الرئيس حسني مبارك البالغ من العمر 81 عاما)،ويستخدم الشرطة السرية لسجن العاملين في مجال حقوق الإنسان والسياسيينالمعارضين وكل من يتحدى حكمه".
وأردف: "إن أوباما لن يثيرمع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز مسألة الإعدامات التي تتمداخل المملكة خلال لقائه معه يوم الأربعاء".
واختتم مقاله قائلا: "إنالشعوب العربية والإسلامية تريد أن تسمع من أوباما سحب قواته من البلدانالإسلامية وتركها لشأنها، مع استثناء المساعدات الغذائية والمدرسينوالأطباء، لكن أوباما لا يمكن أن يتفوه بذلك لأسباب واضحة"، دون أن يشيرإلى هذه الأسباب.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
شارك برأيك